لم تقتصر المشاهدة الكثيفة للمسلسلات التركية المدبلجة -التي تعرضها حصريا قنوات mbc- على الكبار فقط، بل امتد أثرها إلى الأطفال والمراهقين الذين يتابعون بشغف كبير تطورات العلاقة بين "نور ومهند" ويحيى ورفيف ولميس وغيرهم. وأثار هذا الشغف مخاوف البعض لا سيما الأمهات وعلماء النفس من التأثير السلبي، لما قد تحتويه هذه المسلسلات من مشاهد عاطفية على عقول ونفسيات الأطفال، في المقابل رأى البعض أن متابعة المسلسلات المدبجلة أفضل من مشاهدة برامج الأطفال "التي أصبحت لا تكرس شيئا إلا العنف والصراخ"، بحسب تعبيرهم. وتجلس "أم لؤي" إلى جوار ابنتيها أمام شاشة التلفزيون، وبينما هي غارقة في كرسيها المتحرك تتابع مسلسل "نور"، تمر قبلة خاطفة ثم يتسلل مشهد أكثر إثارة، بحسب صحيفة "الغد" الأردنية الصادرة السبت الـ12 من يوليو/تموز الجاري. ابنتها الصغرى ديما -8 سنوات- تبتسم بهدوء، فيما تنهمك في مراقبة المشهد المثير، أما أختها الكبرى سهير -10 أعوام- فتضحك بصوت عال، وتعلق "أخيرا تصالحوا". وقالت "أم لؤي" -33 عاما- "لاحظت تعلق ابنتي بالمسلسل من خلال تقليدهما لبعض سلوكيات أبطال المسلسل، إلا أنني لا أستطيع منعهما من مشاهدته؛ لأن زميلاتهما في المدرسة يتابعنه". من جانبها، رأت الباحثة التربوية "سهى الحداد" أن هناك آثارا سلبية تنتج عن مشاهدة الأطفال لمسلسلات الكبار، وقالت إنهم يكتسبون أثناء مشاهدتهم سلوكيات قد تكون غير منسجمة مع العادات الاجتماعية المتبعة؛ حيث يتعلم الأطفال من خلال هذه المسلسلات تفاصيل حياة أناس مختلفين ووظائفهم وهواياتهم، علاوة على بعض المهارات السلوكية.