حكم الاقامة فى بلاد الكفار....

السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة .

س. ماحكم الاقامه في بلاد الكفار ؟

ج- الاقامه في بلاد الكفار خطر عظيم على دين المسلم واخلاقه ، وسلوكه ،
وادبه وقد شاهدنا وغيرنا انحراف كثير ممن اقاموا هناك فرجعوا بغير ماذهبوا
به رجعوا فساقا وبعضهم رجع مرتدا عن دينه وكافرا به وبسائر الاديان.
والعياذ بالله حتى صاروا إلى الجحود المطلق والاستهزاء بالدين واهله
السابقين منهم واللاحقين ولهذا كان ينبغي بل يتعين التحفظ من ذلك فالاقامه
في بلاد الكفر لا بد فيها من شرطين اساسيين .

الشرط الاول : امن المقيم على دينه بحيث يكون عنده من العلم
والايمان وقوة العزيمه وقوة العزيمه مايطمئنه على الثبات على دينه والحذر
من الانحراف والزيغ وان يكون مضمرا لعداوة الكافرين وبغضهم مبتعدا عن
موالاتهم ومحبتهم فان موالاتهم ومحبتهم مما ينافي الايمان قال الله تعالى
:- ( لا تجد قومًا يؤمنوا بالله واليوم الآخر يُوآدّون من حاد الله ورسوله
ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ) .. وقال تعالى ( يا
أيها الذين آمنوا لا تتحذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن
يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين . فترى الذين في
قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصبينا دائرة فعسى الله أن يأتي
بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أفنسهم نادمين ) وثبت في
الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم (( أن من أحب قومًا فهمو منهم وأن
المرء مع من أحب ))
ومحبة اعادء الله من اعظم مايكون خطرا على المسلم لان محبتهم تستلزم
موافقتهم واتباعهم او على الاقل عدم الانكار عليهم ولذلك قال النبي صلى
الله عليه وسلم (( من أحب قومًا فهو منهم ))

الشرط الثاني:- ان يتمكن من اظهار دينه بحيث يقوم بشعائر الاسلام
بدون ممانع فلا يمنع من اقامة الصلاه والجمعه والجماعات وان كان معه من
يصلي جماعه ومن يقيم شعائر الدين فان كان لا يتمكن من ذلك لم تجز الاقامه
لو جوب الجهره حنئذ قال في المغنى ص457 ج 8 في الكلام على اقسام الناس في
الهجره : احدها من تجب عليه وهو من يقدر عليها ولا يمكنه اظهار دينه ولا
تمكنه اقامه واجبات دينه مع المقام بين الكفار فهذا تجب عليه الهجره لقوله
تعالى : ( إن الذين تَوَفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا
كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك
مأواهم جنهم وساءت مصيراً) وهذا وعيد شديد يدل على الوجوب ولان القيام
بواجب دينه واجب على من قدر عليه والهجره من ضروره الواجب وتتمته وما لا
يتم الواجب الا به فهو واجب وبعد تمام هذين الشرطين الاساسيين تنقسم
الاقامه في دار الكفر الى اقسام

القسم الاول :- ان يقيم للدعوه ال الاسلام والترغيب فيه فهذا نوع
من الجهاد فهي فرض كفايه على من قدر عليها بشرط ان تتحقق الدعوه وان لا
يود من يمنع منها او من الاستجابه اليها لان الدعوه الى الاسلام من واجبات
الدين وهي طريقه المرسلين وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه
في كل زمان ومكان فقال : صلى الله عليه وسلم (( بلغوا عني ولو آية ))

القسم الثاني :- أن يقيم لدراسة احوال الكافرين والتعرف على ماهم
عليه من فساد العقيده وبطلان التعبد وانحلال الاخلاق وفوضويه السلوك ليحذر
الناس من الاغترار بهم وبيين للمعجبين بهم حقيقه حالهم وهذه الاقامه نوع
من الجهاد ايضا لما يترتب عليها من التحذير من الكفر واهله المتضمين
للترغيب في الاسلام وهديه لان فساد الكفر دليل على صلاح الاسلام كما قيل :
وبضدها تتبين الاشياء لكن لا يد من شرط ان يتحقق مراده بدون مفسده اعزم
منه فان لم يتحقق مراده بن منع من شنر ماهم عليه والتحذير منه فلا فائده
من اقامته وان تحقق مراده مع مفسده اعزم مثل ان يقابلوا فعله بسب الاسلام
ورسول الاسلام وائمه الاسلام وجب الكف لقوله تعالى ( ولا تسبوا الذين
يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم كذلك زينا لكم أمة علمهم ثم
إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون ) ويشبة هذا ان يقيم في بلاد
الكفر ليكون عينا للمسلمين ليعرف مايدبروه للمسلمين من المكايد فيحذرهم
المسلمون كما ارسل النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان الى المشريكن
في غزوة الخندق ليعرف خبرهم .

القسم الثالث :- ان يقيم لحاجه الدوله المسلمة وتنظيم علاقاتها مع دوله الكفر كموظفي السفارات فحكمها حكم ما اقام من اجله .
المللحق الثقافي مثلا يقيم فيرعى شئون الطلبة ويراقبهم ويحملهمو على
التزام دين الاسلام واخلاقه وادابه فيحصل باقامته مصلحه كبيره يندريء بها
شر كبير

القسم الرابع :- ان يقيم لحـاجه خاصه مباحه كالتجاره والعلاج فتباح
الاقامه بقدر الحاجه وقدر نص اهل العلم رحمهم الله على جواز دخول بلاد
الكفار للتجاره واثروا ذلك على بعض الصحابه رضى الله عنه .

القسم الخامس :- ان يقيم للدراسه وهي من جنس ماقبلها اقامه لحاجـه
لكنها اخطر منها واشد فتكا بدين المقيم واخلاقه فان الطالب يشعر بدنو
مرتبته وعلو مرتبة معلميه فيحصل من ذلك تعظيمهم والاقتناع بارائهم
وافكارهم وسلوكهم فيقلدهم الا إن شاء الله عصمته وهم قليل ثم ان الطالب
يشعر بحاجته الى مهلمه فيؤدي ذلك الى التودد ومداهنته فيما هو عليه من
الانحراف والضلال والطالب في مقره تعلمه له زملاء يتخذ منهم اصدقاء يحبهم
ويتولاهم ويكتسب منهم ومن اجل خطر هذا القسم وجب التحفظ فيه اكثر منهم ومن
أجل خطر هذا القسم وجب التحفظ فيه اكثر مما قبله فيشترط فيه بالاضافه ألى
الشرطين الاساسيين شروط :

الشرط الاول :- ان يكون الطالب على مستوى كبير من النضوج العقلي
الذي يميز به بين النافع والضار وينظر به الى المستقبل البعيد فاما بعث
الاحداث صغار السن وذوي العقول الصغيره فهو خطر عظيم على دينهم وخلقهم
وسلوكهم ثم هو خطر على امتهم التي سيرجعون اليها وينفثون فيها السموم التي
نهلوها من اولئك الكفار كما شهد ويشهد به الواقع فان كثيرا من اولئك
المبعوثين رجعوا بغير ماذهبوا به رجعو منحرفين في ديانتهم واخلاقهم
وسلوكهم وحصل عليهم وعلى مجتمعهم من الضرر في هذه الامور ماهو معلوم مشاهد
وما مثل بعث هؤلاء الا كمثل تقديم النعاج للكاب الضاريه .

الشرط الثاني :- ان يكون عند الطالب من علم الشريعه ما يتمكن به من
التمييز بين الحق والباطل لئلا ينخدع بما هم عليه من الباطل فيظنه حقا او
يلتبس عليه او يعجز عن دفعه فيبقى حيران او يتبع الباطل .
وفي الدعاء الماثور (( أللهم أرني الحق حقا وأرزاقني اتباعه وارني الباطل باطلا وأرزقني اجتنابه ولا تعجله ملتبسسا علي فاضل ))

الشرط الثالث:- ان يكون عند الطالب دين يحميه ويتحصن به من الكفر
والفسوق فضعيف الدين لا يسلم مع الاقامه هناك الا ان يشاء الله وذلك لقوة
المهاجم وضعف المقاوم فاسباب الكفر والفسوق هناك قويه وكثيره متنوعه فاا
صادفت محلا ضعيف المقاومه عملت عملها

الشرط الرابع:- ان تدعو الحاجه الى العلم الذي اقـام من اجله بان
يكون في تعلمه مصلحه للمسلمين ولا يوجد له نظير في المدارس في بلادهم فان
كان من فضول العلم الذي لا مصلحه فيه للمسلمين او كان في البلاد الاسلاميه
من المدارس نظيره لم يجز ان يقيم في بلاد الكفر من اجله لما في الاقامه من
الخطر على الدين والالخلاق واضاعه الاماول الكثير بدون فائده

الشرط الخامس :- ان يقيم للسكين وهذا اخطر مما قبله واعظم لما
يترتب عليه من المفاسد بالاختلاط التام بأهل الكفر وشعوره بانه مواطن
ملتزم بما تقتضيه الوطينه من موده وموالاه وتكثير لسودان الكفار ويتربى
اهله بين اهل الكفر فياخذون من اخلاقهم وعاداتهم وربما قلدوهم في العقيده
والتعبد ولذلك جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (( ومن جامع
المشرك وسكن معه فهو مثله )) وهذا الحديث وان كان ضعيف السند لكن له وجهه
نظر فان المساكنه تدعو الى المشاكله وعن قيس بن ابي حازم عن جرير بن
عبدالله - رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( انا بريء من
كل مسلم يقيم بين اظهر المشكرين )) قالوا يارسول الله ولم ؟ قال (( لا
تراءى نارهما )) رواه ابو داود والترمذي واكثر الرواه رووه مرسلا عن قيس
بن ابي حازم عن النبي قال الترمذي سمعت محمدا يعني البخاري يقول الصحيح
حديث قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل وكيف تطيب نفس مؤن ان يسكن في
بلاد كفار تعلن فيها شعائر الكفر ويكون الحكم فيها لغير الله ورسوله وهو
يشاهد ذلك بعينه ويسمعه باذنيه ويرضى به بل ينتسب الى يطمئن الى بلاد
المسلمين مع ما في ذلك من الخطـــر العظيم عليه وعلى اهله واولاده في
دينهم واخلاقهم .
الشيخ ابن عثيمين .

منـقول من كتاب فتاوى مهمه لعموم الامه .
< كتبتو بيدي للاستفاده